تقارير وتحليلات

حوادث السير تفتك بنا ونحن مستسلمون

يأبى القلم إلا أن يكتب مقال اليوم عن الحوادث المرورية، التي لا تزال تفتك بالصغير والكبير، فتسيل على الأرض دما بريئا وتزهق أنفسا بدون شفقة أو رحمة، وتحيل الصحيح عليلا، يفني بقية عمره على أسرّة المصحات، كفانا الله وإياكم مصائبها. ونحن كالمتفرج الذي ليس في يده حيلة، رغم أننا قادرون لو أردنا على كبح جماح هذه الظاهرة المخيفة. كل بلاد العالم تعاني حوادث المرور وتتسبب في فقد أعداد من مواطنيها، لكن ليس بالقدر الذي نعانيه في بلادنا. فعدد الوفيات عندنا بالنسبة إلى عدد السكان أضعاف مضاعفة لمعدل وفيات الحوادث المرورية في معظم بلدان العالم.

ورغم كل ما يكتب عن الموضوع وما يدور في المحافل والمجالس من تذمر من الوضع الحالي، إلا أننا لا نزال نتقبل الأمر الواقع، مع أنه بإمكاننا وبمجهود متواضع وضع حد لنمو المعدل السنوي للحوادث، عن طريق نشر الوعي بين المواطنين، إلى جانب إلزامهم بممارسة الحد الأدنى من التقيد بأمور بسيطة ومتيسرة، تساعد على تخفيف الضرر البدني الذي يعانيه مصابو الحوادث المرورية. ولكل أسبوع من أيام السنة قصة مؤلمة، فخلال أيام قليلة فقدت أسرة ستة من أفرادها جملة واحدة. تخيلوا مدى الألم والصدمة لذوي المفقودين وبقية المصابين! وقبلها بيومين أم وابنها وأحد أقاربها قضوا في حادث أليم إثر انحراف غير متوقع من شاحنة. وشاب فقد حياته في حادث بينما زوجته الصغيرة كانت تضع أول حمل لها. وقصص الحوادث لا تنتهي بل تَزيد فظاعة وتزيدنا ألما. نحن نفقد كل يوم بسبب حوادث الطرق معدل 20 ضحية. وفي الشهر 600 وفاة. ولنتخيل لو أن حدثا عارضا تسبب في وفاة 50 مواطنا مرة واحدة، لا قدر الله، فسنعاني صدمة الحدث أشهرا طويلة. ولأن حوادث المرور تلتقط ضحاياها من هنا وهناك، بعضها في ظلمة الليل والآخر في وضح النهار وفي أماكن متباعدة عن بعضها، لا نحس بها ولا نشعر بويلاتها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
اختر اللغة »