في أول تصريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن إسقاط الطائرة العسكرية الروسية، اعتبر أن العملية “طعنة في الظهر” من تركيا. مع أن الصحافة الروسية كانت قد سجّلت الاعتراضات التركية على الخرق الجوي المتكرر لأجوائها، من قبل سلاح الجو الروسي.
وكان خبراء روس، في السياسة الدولية، ومنهم مقربون من دوائر صناعة القرار في الكرملين، قد أشاروا منذ أكثر من أسبوعين، إلى أن “سوريا هي اختبار للعلاقات ما بين تركيا وروسيا”، بل إن الخبراء الروس كانوا أكثر “دقة” في وصفهم “للهجة التركية” إزاء بلادهم في خرقها المتكرر لأجواء تركيا. ووصل الأمر لأن يستخدم الخبراء الروس عبارة “لهجة أنقرة العدائية تجاه روسيا”.
من هنا، توقف المتابعون، عند الإحساس “بالمفاجأة” التي تحدث عنها الرئيس الروسي، بقوله “الطعنة في الظهر” علما أن سياسيين من بلاده، ومتخصصين في السياسة الدولية، كانوا أشاروا وقبل أكثر من أسبوعين من إسقاط طائرته العسكرية، إلى أن أنقرة “جادة” في تحذيراتها، وأن استدعاء “السفير الروسي لدى تركيا أندريه كارلوف ثلاث مرات إلى وزارة الخارجية التركية” يستوجب التعرف على “ما يقف في حقيقة الأمر وراء لهجة تركيا” كما ذكرت تقارير إخبارية روسية قبل حوالي ثلاثة أسابيع من تاريخ إسقاط الطائرة الروسية.
وتشير التقارير الإخبارية والتي اعتمدها الإعلام الروسي، قبل التركي، إلى أن الجانبين اجتمعا بعد استدعاء السفير الروسي لدى أنقرة، وجرت مشاورات بين وفدين عسكريين من البلدين، بشأن اعتماد “آليات محددة للحيلولة دون وقوع حوادث في المجال الجوي عند الحدود السورية التركية” وذلك وفق ما ورد في بيان لوزارة الدفاع الروسية.
ورغم البيان الصادر من وزارة الدفاع الروسية، لم تشر الأنباء إلى أي إجراء اتخذته السلطات في موسكو، لتطبيق بند “الآليات” المانعة “لوقوع حوادث في المجال الجوي” السوري والتركي على ما ورد في البيان المشار إليه سابقاً، والذي اعتبره الأتراك “خطوة إيجابية” لو نحت روسيا باتجاه تطبيقه تفاديا لوقوع “حوادث”. إلا أن هذا لم يحصل، كما أشارت كل التقارير الإخبارية.